الملتقى العام لحلقات جامع قيس بن عاصم بحي العبور

مرحبا بكم في منتديات حلقات جامع قيس بن عاصم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الملتقى العام لحلقات جامع قيس بن عاصم بحي العبور

مرحبا بكم في منتديات حلقات جامع قيس بن عاصم

الملتقى العام لحلقات جامع قيس بن عاصم بحي العبور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» ومضة حول الخلاف الفقهي
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالإثنين أبريل 07, 2014 10:20 pm من طرف حفيد معاوية

» البكاء على الأطلال
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالإثنين أبريل 07, 2014 10:19 pm من طرف حفيد معاوية

» دموع مصر !؟
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالإثنين أبريل 07, 2014 10:16 pm من طرف حفيد معاوية

» فوائد منتقاة من جوال زاد واسلام اليوم
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالجمعة أبريل 04, 2014 6:05 am من طرف المدير العام

» .. فهموني ..
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالخميس يناير 02, 2014 1:00 pm من طرف البرفسور

» طريقة الحفظ.
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالأربعاء ديسمبر 18, 2013 3:33 am من طرف أبو العز

» بناء بيوت للايتام ب 7 ريال فقط
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالإثنين سبتمبر 16, 2013 10:11 pm من طرف المدير العام

» تلاوة رائعة لل شيخ المحيسني
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالجمعة سبتمبر 13, 2013 3:53 pm من طرف AL-JEZANI

» سيرة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالإثنين يوليو 22, 2013 8:28 pm من طرف حفيد معاوية

» سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله
سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Emptyالخميس مايو 16, 2013 12:42 am من طرف أبو العز

عداد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.


    سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله

    avatar
    أبو العز
    عضو نشيط


    عدد المشاركات : 72
    نقاطي : 165
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010

    سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله  Empty سيرة الزاهد الشيخ صالح الحصين رحمه الله

    مُساهمة من طرف أبو العز الخميس مايو 16, 2013 12:42 am

    معالي الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف . حاليا
    ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً.

    عندما تراه تحس أنك رأيت رجلاً من التابعين

    في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحلة البحث عن هذا الرجل الذي سيأخذني من هذا العصر المشتعل إلى ذلك العصر اللامع قبل مئات السنين، عصر الصفوة من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أولئك الذين باعوا دنياهم بدينهم.. وحياتهم بآخرتهم. أولئك الزهاد الذين اكتفوا من الدنيا بلقيمات يقمن صلب حياتهم المعيشية.. لقيمات من المأكل ولقيمات من المال ولقيمات من النوم، تمنحهم القدرة على القيام بمناشطهم في الدعوة والعبادة، ويشبعون بها شهوتهم من الدنيا دون الركون إليها.

    لم تكن رحلة البحث عن هذا الرجل سهلة كما توقعت، ليس ذلك لأنه شخص نكرة بين أهل المدينة المنورة، ولكن لأنه شخص لا يفقأ أعين الناس باسمه في كل مكان من صحيفة أو سقيفة!

    كان زاهداً في الأضواء وما تحمله كل حزمة ضوئية من ضجيج وصخب لا يكاد ينطفىء حتى تنطفىء شمعة الإنسان المضجوج بالزحام من قبل.. ثم المضجوج بالإهمال من بعد!

    أخذت وصف منزله من أحد العارفين بشؤونه، قال لي: في إحدى عمارات الأوقاف قبالة الحرم النبوي ستجد الرجل «القديم» الذي تبحث عنه.

    طرقت الباب ثم دخلت فإذا أنا أمام شقة لا يكاد يزورها «وزير».. فكيف يسكنها؟!

    هاهو أمامي الآن: أبو عبدالله بن عبدالرحمن الحصين.. وإن شئت تعريفه باللغة الحديثة المفعمة باجتلاب الألقاب فإنه: معالي الشيخ صالح الحصين وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً.


    | * |


    فتح الباب بنفسه ثم أدخلني في مجلسه الصغير المنعش بالبساطة والتلقائية.

    حاولت أن آخذ منه دلة القهوة، لكنه أصر على إبقائها معه، كان مخجلاً أن يكون هو الذي يصب القهوة لمثلي، ليس لأنه وزير فحسب، ولكن لأنه رجل شارف السبعين من عمره ولايزال بريئاً من عقد الألقاب وقوانين الشيخوخة!

    قال لي ـ عندما رأى تحرجي من شرب القهوة من يده ـ «تقهو».. أنا ألذ ما عندي في القهوة صبّها!


    | * |


    هذا هو الإنسان صالح الحصين، الاقتصادي القانوني الوزير الخبير في وضع الأنظمة الأساسية لشعبة الخبراء وتأسيس صندوق التنمية العقاري، وغيرها من المهام والأعمال التي لا يعلمها كثير من الناس.

    تلفت في بساطة مجلسه.. تواضع ملبسه، لم أجد بداً من أن أسأل الشيخ عن حكاية الزهد والمعادلة الصعبة التي يقع كثير من الناس بين كماشة شطريها، قلت له: كيف نجمع ياشيخ صالح بين التحبب إلى الزهد، ثم دعوة الله عباده إلى إظهار النعمة؟

    أجابني فوراً إجابة الخبير الممارس: ليس هناك تعارض كما يبدو لك وللبعض، بل الجلاء في التوازن بين هذا وذاك، وموجز هذا قولة ابن تيمية عن زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاكر لنعم ربه: «لا يرد موجوداً، ولا يطلب مفقوداً». بهذه المعادلة يزن الإنسان بين زهده وشكره.

    قلت: وإذا كان الإنسان يملك رصيداً ودخلاً كبيراً من المال، فكيف يزهد؟

    التفت إليّ وقال: وهل ينبغي عليه أن يصرف كل ماله في ملذاته، إن الرجل الرشيد ليستهلك من أمواله ما يحتاج، ثم ينفق ما بقي لمستقبله الذي أمامه.. ليس مستقبل الدنيا فحسب، بل الآخرة.

    مادمت أني أمام خبير في علم الزهد فلابد أن أغتنم الفرصة فأسأله عن الإشكالية التي يلوكها كثير من الناس، حول الفروقات بين البخل والزهد، فكم من بخيل يتعذر لبخله بالتعلق بأستار الزهد المباركة، ولا يدري الناس أهي يده اليمنى التي امتنعت عن الإنفاق خشية الإغراق في الرفاهية.. أم هي يده اليسرى التي امتنعت عن الإنفاق خشية الإملاق؟ قلت للشيخ: كيف نفرق بين الزاهد والبخيل؟ قال لي ـ دون تردد ـ الفارق بسيط يكمن في فعل واحد هو التخزين أو الكنز، فالزاهد هو الذي لا يخزن أموالاً لديه، فهو لا يركض وراءها، وما جاءه منها فهو ينفق جزءاً منه على نفسه والباقي ينفقه في سبيل الله. أما البخيل فهو الذي يخزن الأموال لديه فهو لا ينفقها في سبيل الله ولا على نفسه، فهو يبدو في مظهره كأنه زاهد.. وهو زهد كاذب!

    حين انتهى الشيخ من كلامه في علم الزهد، أدركت كم تحمل أرقام الحسابات البنكية من حكايات البخلاء أو الزهاد، أدركت كم من هؤلاء من ينبغي أن يودع في الصحراء «الجاحظية» وكم منهم من يودع في الحديقة «العتاهية».



    | * |



    إذا جلست أمام الشيخ صالح الحصين فإنك لابد أن تستحضر في ذاكرتك «الربا»!

    ربما لأن وقت الجلوس مع صالح الحصين «يربو» ويتضاعف دون أن تشعر بحركة الرصيد من الدقائق! وربما أيضاً لأنك تدرك أنك تجلس أمام رجل حارب «الربا» بكافة قواته وخيله ورجله، ولايزال يحاربه حتى يثخن جراحه ويطرده من جغرافيا الاقتصاد الإسلامي إلى تاريخ الاقتصاد اليهودي مهزوماً مدحوراً (بإذن الله).







    الشيخ الخبير الاقتصادي



    ولو سألت صالح الحصين إن كانت هناك إمكانية حقيقية ـ تماماً كما يتمنى كل مسلم ـ لقيام عمل مصرفي إسلامي في خضم هذه الدوامة الرأسمالية الكاسحة في العالم اليوم؟ لأجابك بمنتهى الوضوح والصدق: إنه في كثير من الأحيان تكون العوائق وهمية وليست حقيقية، أي أن ذهن الإنسان يخلقها لتكون معاذيره في عجزه عن العمل أو عدم رغبته فيه. وعلى كل فإن الإنسان عندما يحرم العمل ويعطى الجدل يتشاغل بالبحث النظري عن النشاط العملي.

    هكذا يؤمن صالح الحصين ـ بحكمته وحنكته ـ أن التغيير إلى الأفضل لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها، وأن التدرج في التغيير هو أبرز عوامل رسوخ التغيير فيما بعد، ومالا يدرك كله.. لا يُترك جله!



    | * |



    أردت أن أنتقل بالشيخ من هموم «الإيداعات» إلى متعة «الإبداعات».

    كان ذلك في ريعان الشباب عندما أمضى خمس سنوات من عمره بين نهارات القاهرة ولياليها قبل قرابة 40 سنة، حين كانت القاهرة تزخر بجهابذة الثقافة والأدب العربي، وكان هو يمضي لياليه وأيامه في دراسة القانون حتى حصل على الماجستير فيها. ثم انتقل إلى باريس ـ بعد أن أمضى عدة سنوات وظيفية في الرياض ـ لإتمام رسالة الدكتوراه هناك، لكن ظرفاً وظيفياً قاهراً لم يمهله لإتمام رغبته التعليمية فعاد إلى مهمة جديدة في أرض الوطن.

    قلت للشيخ ـ وأنا أبتسم ـ ماذا بقي من الفرنسية؟

    أجابني بابتسامة أوسع وأودع ـ وقد أدرك سرّ ابتسامتي من شيخ نجدي يتحدث الفرنسية ـ: عدم الممارسة أفقدني معظمها، بقي ما يكفي لقراءة روشتة الأدوية الفرنسية، أو تصفح بعض المقالات في القانون.

    وقد أفاد الشيخ صالح في تجربته تلك في التعامل مع الآخر بأن استطاع أن يدرك الصيغة التعاملية التي ينبغي أن تقوم بين المسلم والآخر دون انعزال مطلق أو انكباب مطلق. هاهو يقول ـ في إحدى مشاركاته الإعلامية ـ في معرض الحديث عن هذه العلاقة: «وإذا كان لابد للمسلم أن ينتقد الغرب فليوجه انتقاده إلى عيوبه، أما مزاياه فينبغي أن ينافسه فيها ويسابقه إليها، وأعياً أن العدل في الإسلام قيمة مطلقة، لا مجال فيه لازدواج المقاييس أو نسبية التطبيق، وسبق الإسلام للغرب في تصور العدل لا يماثله ـ مع الأسف ـ إلا سبق الغرب للعالم الإسلامي الجغرافي المعاصر في تطبيقه ـ أي العدل ـ»!

    هكذا يعي صالح الحصين علاقتنا مع الغرب خصوصاً.. ومع الآخر عموماً، في ظل العدل المغموس بالإفادة دون الرقادة.. والازدياد دون الانقياد!



    | * |



    تأملت وجه الشيخ فإذا هو مفعم بالنشاط والانتعاش، وجسمه نحيل لا يكاد يسمح بقدوم «شحمة» واحدة تفترش من جسده ما يحلو لها من المكان.. ومن عنفوانه ما يحلو لها من الزمان!

    قلت في نفسي: ترى لماذا ترك هذا الرجل الحيوي العمل الحكومي باكراً من حياته، هل هي رغبة في عمل أكثر إدراراً.. أو موقع أكثر ظهوراً وحضوراً؟! إذن ما الأمر؟

    قال: بعد أن أصبحت وزيراً انتظرت قليلاً حتى أتممت 20 سنة خدمة ـ وهي الحد الأدنى للسن التقاعدي ـ فوجدت حينها أن راتبي قد أصبح عشرة آلاف ريال، وأنني إذا تقاعدت سوف أحصل على نصف الراتب أي خمسة آلاف ريال. وهو مبلغ كافٍ لأن يوفر لي حياة في منتهى الرفاهية! ماذا سأعمل بما يزيد عن هذه الـ5000 ريال لو انتظرت؟!

    هذه هي إجابة الرجل الزاهد صالح الحصين، ويحسن بنا أن نطبق هنا قانون «النسبية» لندرك أي نوع من الرفاهية تلك التي سيعيشها صالح الحصين بهذا المبلغ من المال؟!



    | * |



    هاهو الوقت يمضي مع هذا الإنسان الودود، ولم يكن ليقطع هذا التواصل العقلي والروحي بيننا سوى ماهو خير من ذلك، إنه أذان المغرب يرتفع من مآذن المسجد النبوي تزف إلينا خبر الصلاة بجوار سيد الزهاد وأعمل العاملين الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

    قلت في نفسي ستكون تجربة مميزة أن أحظى بمرافقة معالي «المأموم» صالح الحصين إلى الحرم النبوي، حيث ستفتح الأبواب المغلقة والصفوف المصطكة أمام حضرة هذا «المعالي». لم يكن يشغلني ـ قبل الخروج من منزل الشيخ ـ سوى التفكير، إن كنت سأكون الرجل الثاني خلف الإمام من اليمين، أم الثاني من اليسار؟! وهل سأكون ملزماً إن أخطأ الإمام أن أرد عليه لدنوي منه قبل الناس جميعاً أم لا؟!

    كانت هذه هي الهواجس «العالية» حتى خرجنا من منزل الشيخ وقد وضع حذاءه تحت كتفه ثم سار بي وسط جموع «عامة» الناس.

    فلما وصلنا الحرم، تقدم وسط الصفوف غير التامة من المأمومين حتى بلغ الصفوف المتكاملة وهو لمّا يصل بعد إلى باب الحرم، فتوقف في الساحة المكتظة ووضع حذاءه بين قدميه ثم وزن قدميه على حافة البلاط غير المفروش.. ثم كبّر للصلاة.

    تلفت يمنة ويسرة فلم أجد الإمام أمامي، ولا السّدنة خلفي، أما المأمومون المحيطون بنا من كل جهة فإني أكاد أجزم أنهم قد تقاعدوا من عملهم ـ في بلدانهم ـ براتب أقل من راتب صالح الحصين ورفاهيته!

    دعوت الله أن يرزقني قناعة مثل قناعة شيخي صالح الحصين.. ثم كبّرت للصلاة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:57 am